دليل شامل لفهم التشخيص الطبي: كيف يشخّص الأطباء الأمراض؟
الكثير من الأشخاص يظنون أن عملية التشخيص الطبي تعتمد على ثوابت مثل الأعمال الأخرى , لنفرض أن شخص ما يريد أن يتعلم لغة جديدة , أول شي يجب عليه أن يبدأ بالأحرف ثم القواعد ثم الكلام , أما في الطب فالأمر شبيه إلى حد ما بتعلم اللغة ولكن في تعلم اللغة ستصل إلى مرحلة معينة حيث أن استخدامك للغة التي تعلمتها يعتمد على القواعد السابقة بحيث تقوم بتطبيقها, أما في التشخيص فالثوابت قليلة مقارنة بالأعمال الأخرى , فقيامك بتقدير الحالة لا شك أنه مرتبط بالقواعد ولكن تبقى الخبرة التراكمية للحالات التي شاهدها الطبيب هي المفتاح .
ثوابت التشخيص :
عندما تدرس الطب تبدأ بالمداخل الأساسة من التعرف على الأعضاء والعمليات الحيوة في الجسم ... إلخ , وهذا ما أعنيه بالثوابت , أما عند التشخيص فغالبا هذه الثوابت ستصبح بديهية والتشخيص يكون بالإعتماد على مدى الخبرة التي حصلت عليها والحالات المختلفة التي شاهدتها , والأعراض الموجودة بين يديك.الطبيب والتشخيص :
إن الذهاب إلى الطبيب في حقيقة الأمر يكون أشبه بالتجربة حيث أن الطبيب يعتمد على الشيء الذي يراه مع العلم أن البديهيات التي درسها الطبيب والتي ذكرناها تكون موجودة وهي مهمة أيضا , ولكن من الممكن أن تكون الحالة بشكل كبير مشابهة لحالة أخرى ولكن عامل بسيط ممكن أن يلعب دور كبير في اختلاف التشخيص واختلاف الدواء , وبالتالي أي مرض ممكن له أن يتغير حسب ما يكتشف الطبيب من أعراض ويقوم بتجريب التشخيصات.العلاج والتشخيص :
العلاج والتشخيص يكون نسبة للأعراض فالكثير من الأمراض يمكن الخلط بينها بسبب تشابهها , ومن الأمثلة الشائعة :
آلام المرارة , فمن الممكن أن تتشابه مع آلام أخرى مثل الكليتين , فبحسب وصف المريض للألم يتم التشخيص وعلى الطبيب أن يحصر الأعراض والآلام في منطقة معينة حتى يقلل نسبة الشك ووصف العلاج المناسب لكل حالة.
التجربة والتشخيص :
تقليل نسبة الشك يكون إما على شكل صور أشعة أو تجربة اختبار ما , فمثلا عند طلب الطبيب من المريض أن يصور منطقة معينة فالطبيب في هذه الحالة ليس من الضروري أن يكون متأكد مئة بالمئة ولكن خبرته تدله على أن هذا المكان هو المكان المصاب , وبهذه الحالة نرى أن ما قام به الطبيب تجربة , ولكن تجربة على مبدأ معين , فلا يمكن للشخص العادي أن يقوم بتناول علاج معين وجده على الإنترنت من تلقاء نفسه , زعما منه أن التشخيص والعلاج تجربة و يستطيع القيام بها بنفسه , فهذا تخلف وجهل لا محالة.الدواء وفاعليته :
أيضا من الأشياء التي من الممكن لها أن تكون على شكل تجربة هي الأدوية , فالدواء أيضا يوجد به نوع من التجريب وذلك لأن كل شخص مختلف عن الآخر , فمن الممكن لدواء أن يعالج شخص ومن الممكن لنفس الدواء ألا يعالج شخص آخر وذلك يعود لأسباب عديدة منها المادة الفعالة والنسب في الدواء بحيث يكون مختلف عن بعضه البعض.خلاصة القول ومن رأيي الشخصي أن عمل الطبيب قائم على التجربة ولا بد لها أن تكون مكون أساسي في عملية التشخيص , وهذا لا يتنافى مع كون ما يدرسه الطبيب شيئ أساسي أيضا , ولكن سيعتبر بديهي في النهاية , ويقوم بتوكيل هذه العملية للتجربة.
أخيرا :
هذا المقال ليس شهادة براءة للأطباء , فيوجد الكثير من الأخطاء الطبية والتي تقع من الأطباء , ولكن معرفة هذه الأشياء لهو أمر مهم حتى لا نطلق الأحكام بأن الطبيب الفلاني ليس لديه علم أو أن الطبيب الفلاني لم يقم بعلاجي بشكل جيد , والأطباء ليسو بمعصومين عن الخطأ , فكل إنسان معرض للخطأ.